أبحث عن مكانى

Por: هناء محمود | |

تحية إليك أيها الصديق ... أيها السمير ... عذرا أننى هجرتك طويلا ... كنت أحاول أن
أتجاهل أحاسيسى ولكنى لا أجد المفر ولا السبيل إلا أن ألتقتك بيدى وأخرج بك ما بقلبى حتى أخفف عنه ما تراكم به من أحاسيس و أحزان وأفراح وبكاء وضحكات لا تجد سبيل للخروج إلا بك , قلمى العزيز ......تحية واعتذار.

يجتاحنى شعور غريب .. عميق .. ثقيل .. وكأنى ما زلت لا أجد مكانى ما زلت داخل قصر كبير واسع الأركان مليئ بالأماكن ....منها ما أراه جميل ومنها ما أراه قبيح ...

مازلت أتجول فيه أمشى فيه ,أبحث عن مكانى .... لا أبحث عن أى مكان .... أبحث عن مكان إذا رأيته عرفته فرحت به إسترحت فيه .

ولكنى كلما توهمت أنى وجدته وجلست فيه ... سرعان ما أجد نفسى غير مستريحة ...

فأدرك أنه ليس مكانى ...ليس ما أبحث عنه ... إنه سراب ... 

فأقف مرة أخرى وأواصل السير وأمشى على الأرض وأحيانا أصعد مصاعد وأنزل منها ... وأقف أحيانا ثم أجلس أحيانا وأنا أعلم أن ما جلست فيه ليس مكانى ولكنى جلست من التعب ... فأتعب أكثر فأقف

لو كان المكان يسمع لناديته ... لعاتبته ... أين أنت ؟! ... لا أجدك ... لقد تعبت ... ولكنى أشعر أنه قريب ... أريده حقا , أريد أن أجلس فيه وأظل فيه ولا أتركه وأكمل فيه حياتى ... أخشى ألا أجده ... وأخشى أن أجلس فى غيره ولا أستطيع الوقوف ولا الرحيل عنه فأكمل عمرى فى غير مكانى ... وأموت غريبة فى غير أرضى .
أفرح حين أبحث عنه ... وأحزن حين أتعب ...

لا أعلم ماذا سأشعر حين أجده ؟........ولكنى أعلم أنى ما زلت أبحث عنه .... ومعى قلمى أخطط به آثارى .